نقدم هذا المشروع بتواضع وطموح في الوقت نفسه. نتواضع لأن الموسيقى السورية واسعة ومتنوعة وذات مصادر متعددة وامتدادات كبيرة، بحيث لا يمكن لمشروع واحد أن يحيط بها ويقدمها بشكل كاف ومنصف، أما طموحنا فيبرره أننا ندعو كل محبي الموسيقى السورية، وجامعيها، وخبرائها، ومستمعيها، إلى أن يشاركوا معنا في هذا المسعى الكبير. نبدأ المشروع بحوالي مائة قطعة غنائية وموسيقية، ونأمل أن نصل إلى أن يضم المشروع مئات، وربما آلاف منها.
يقال أن الموسيقى لغة عالمية، وأحياناً أنه لا وطن لها، ولكننا نؤمن بأن الموسيقى تحمل مشاعر وتاريخ وأحلام من يؤدونها ومن يستمعون إليهم، وهي بذلك لغة شديدة المحلية. الموسيقى أيضاً أوسع من الحدود السياسية والجغرافية لأنها تنتقل مع البشر، ومع الأدوات التقنية التي يخترعونها، وهي بهذا تعبير انساني يضم ويتخطى الهويات القومية والحدود السياسية. يتعرض السوريون لأكبر تهجير قسري في زمننا الحديث، حيث غادر سوريا منذ ما يقرب 10 سنوات حوالي 9 ملايين شخص، وهم أينما يحلون يأخذون معهم بعضاً من موسيقاهم، ويتركون وراءهم بعضاً آخر منها. نأمل أن تشكل خارطة سوريا الموسيقية مصدراً للاستمتاع والاطمئنان لملايين السوريين خارج وداخل سوريا، ومورداً لكل محبي الموسيقى السورية، والشرقية بشكل أعم.
حاولنا بقدر الإمكان أن نفلت من القضايا الموسيقية الخلافية: ما هو التراث الموسيقي؟ ما هو الفرق بين الشعبي والتقليدي والتجاري؟ أين بالتحديد الموطن الأصلي لهذا النوع من الموسيقى أو ذاك؟ وأن ننتصر للقيمة الفنية أولاً، وللمتعة والبهجة ثانياً. أكثر من ثلث من المقطوعات في الخارطة هي من آداء خريجي ومعلمي مدارس العمل للأمل للموسيقى في لبنان والأردن، وهذا تعبيرنا عن التزامنا باستمرار هذه الموسيقى من جيل لآخر، وقابليتها للحياة خارج الأرشيف. هذه الموسيقى سوف تحيا طالما كان هناك من يؤديها في الأعراس والمناسبات الدينية ويدندنها في المقهى والشارع.
نفكر في هذا المشروع منذ عام 2018، ولكننا لم نبدأ العمل الفعلي عليه سوى في صيف عام 2020، أثناء أزمة وباء كوفيد 19 التي اضطررنا معها إلى ابطاء العمل وإلى اتخاذ قرار بأن نبدأ الخارطة بمائة قطعة غنائية وموسيقية كمرحلة أولى، وما نضعه اليوم أمامكم هو بداية جهد نرجو أن تساهموا معنا فيه. نرجو ممن لديه تسجيلات لمقطوعات وأغان سورية يرغب في اضافتها إلى الخريطة التواصل معنا عبر البريد الاليكتروني: info@act4hope.org
لم يكن ممكناً أن تصدر هذه الخارطة سوى بالعمل الدؤوب والمشترك بين مجموعة كبيرة من الموسيقيين والباحثين والمؤدين الشعبيين، بقيادة العمل للأمل، وبمساعدة قيمة من مؤسسة اتجاهات. نشكر على وجه الخصوص:
فواز باقر
رامي الجندي
خالد علاف
زينة شهلا
سامر ابرهيم
رندة حمو
آلاء الإليوي
نسرين علاء الدين
تصميم الموقع: Fusion Second
تصميم جرافيكي: وسام عبد الفتاح
تسجيل ومكساج مقطوعات خريجي العمل للأمل: جان جبران/ Sound People Studio - كرم أبو عياش
إدارة وتنسيق: خالد ورور - فرح قدور – سارة زين – بسمة الحسيني